لمحة من السيرة
الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود أحد الشخصيات العربية التي اشتهرت بنشاطها ومداخلاتها القومية والدولية على امتداد أكثر من أربعة عقود في مجالات عدة يأتي في مقدمتها ميدان التنمية عموماً وتنمية العنصر البشري خصوصاً ، اعتماداً على فلسفة قيام الكوادر الوطنية في العالم الثالث ببناء بلادها ، وضمان تقدمها ورخائها ، أخذاً بالمثل الصيني القديم والحكيم : " إذا أعطيت رجلاً سمكةً فإنه يتغذى يوماً واحداً ، وإذا علمته الصيد فإنه يأكل طول حياته ".
بدأت نشاطات الأمير طلال في التبلور مبكرا لدى اضطلاعه بمسؤوليات عديدة. ولعل تمرسه من خلال تولي المسؤوليات التنفيذية في مجالات عديدة قد ساهم في تشكيل قناعاته بجدوى العمل المؤسسي المنظم والمخطط له وفعاليته ، بعيدا من العفوية التي تطبع معظم النشاطات في دول العالم الثالث .
وبناء على هذا الأساس الفكري والخبرة الفعلية ، تبنى الأمير طلال مشاريع تنموية رائدة خاصة في مجالات الصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم . وفي مجال العمل الإنساني والخيري كان من أوائل الذين تبنوا إرسال الشباب السعودي في بعثات تعليمية على نفقته الخاصة ، فدرسوا في جامعات مصر ولبنان في الخمسينات . ونظرا لقناعته الراسخة بالتعليم بوصفه عنصرا أساسيا في تقدم الشعوب ورخائها بخاصة تعليم المرأة ، فقد أسس أول مدرسة لتعليم البنات في الرياض في أواخر الخمسينات ، وكذلك أسس أول مدرسة للتدريب المهني في الفترة نفسها , وأهدى قصر الزهراء الذي يملكه في مكة المكرمة للحكومة لتحويله إلى أول كلية للبنين . وفي أواخر الخمسينات أسس أول مستشفى خاص بالرياض وخصص 70% من إمكانياته للعلاج المجاني و10%لعلاج الأطفال، ثم أهدى المستشفى للدولة وأصبح الآن مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي بالرياض.